أسرار الحصول على الثروة

أسرار الحصول على الثروة:

قيمة الثروة تكمن في الطريقة التي ننظر من خلالها إلى المال. لنتخيل غابات السافنا، حيث تكمن الأسود في الربوات العالية، وهي تراقب قطعان الغزلان وهي تتدفق من هذا الوادي إلى ذاك في حركة دائمة وغير مستقرة، الأمر نفسه يشبه حركة المال. إن سيول المال المتدفقة تكفي لأي شخص في العالم. من السهل أن تراقب هذا التدفق النقدي العظيم وهو يسيل في أودية الفرص، ولكن من الصعب الاستعداد له وبناء استراتيجية وخطة جديدة لاقتناصه.. السباع يفعلون ذلك، بينما تنتظر الضباع أن تنتهي جولة صيد الأسود ليتقاتلوا على الفتات.. الفقراء يفعلون ذلك، أما الأغنياء فيتولون عملية الصيد.

إليك خمسة استراتيجيات أساسية للحصول على المال:

أولاً: استعد لاغتنام فرصتك

لابد أن تتمتع بروح الصياد الذي يكمن في الدغل ويترقب، وتتحول كل حواسه إلى أكثر أجهزة الاستشعار حساسية لالتقاط أدنى فرصة للكسب المادي، فالتأهب والاستعداد يسبق الفرصة، والاستعداد الجيد يستغرق وقتاً طويلاً مقارنةً بعملية الحصول الفعلية على المال من خلال صفقة أو عملية بيع ناجحة، والاستعداد الجيد لابد أن يتركز على الأسئلة التالية:

·      ما العمل المطلوب إنجازه؟

·      كيف سيتم إنجازه؟

·      متى سيتم إنجازه؟

·      أين سيتم إنجازه؟

·      ما مدى السرعة التي يمكن إنجازه بها؟

·      ما الذي احتاجه لإنجازه؟

وبالإجابة على هذه الأسئلة ستنتقل إلى أول خطوة عملية في بناء ثروتك، وهي الإعداد الجيد والتأهب للحصول على فرصتك، فإذا كنت تستعد اليوم فالمرجح أنك لن تضطر لأن تصلح الأمور غداً.

ثانياً: تعلم من الإخفاق

قد تسبق خطوتك المالية إخفاقك على الرغم من الاستعداد لها جيداً، ولكن لا تجعل هذا الأمر يصيبك بالإحباط، أترك هذا الشعور للفاشلين، وليكن إخفاقك تدريباً يؤدي إلى اكتشاف سبل جديدة للحصول على منابع الثروة، ولابد أن يصحب هذا الاستكشاف الجديد جهداً أكبر، فمن محاولات الفشل تولد أقوى ثمار النجاح.

ثالثاً: ثابر للحصول على ثروتك

يقول (بيتر لوي) إن السمة الأعم التي وجدتها في كل الناجحين أنهم قد قهروا إغراء الاستسلام، والحق إن عالم الأعمال مليء بالنكبات، الصفقات تنهار.. ويتبدد الجهد.. وتطيح الفرص، ويتهاوى جدار الصبر تحت ضربات استعجال النتائج. إن المثابرة تعني القدرة على احتمال الألم من إخفاقك في محاولتك أو ضياع فرصتك يعني أن لا نتوقف في منتصف الطريق غير المرصوف، بل نبدأ في رصف الجزء المرصوف لتعبيد طريقك إلى الثروة، فإذا لم يكن طريقك معبداً فأصنعه بأقصى ما عندك من جهد، فالوصول إلى القمة ليس سهلاً، وسيكلفك عرقك ودمك وجهدك ووقتك وراحتك، المثابرة تعني ألا تتوقف عندما تشعر بالتعب، ولكن عندما تكون المهمة قد أُنجزت.

رابعاً: كن شجاعاً ومبادراً

كن في شجاعة الأسود ولا تنتظر الفتات كالضباع، فاغتنام الفرص والفوز يتطلب منك أقصى درجات الثقة بالنفس والشجاعة الكافية لخوض الاختيار، وسيمتحن السوق شجاعتك مراراً وتكراراً، فالجرأة في عالم المال والأعمال هي كسب معنوي يسبق الكسب المادي بخطوات واحدة، وليس معنى ذلك أن تقدم على خطوتك دون الشعور بالخوف؛ فالخوف شعور بشري متأصل في بني البشر، ولا فكاك منه إنما تعني بالشجاعة أن نقوم على خطوتنا على الرغم من شعورنا بالخوف، ولعل أقوى مقولة في الشجاعة تنسب إلى الممثل الأمريكي الذي اشتهر بأدوار البطولة في أفلام الغرب الأمريكية وأفلام الكابوي (جون واين) وهو يقول: إن الشجاعة هي أن تشعر بمنتهى الخوف، ولكن تسرج فرسك على أية حال.

خامساً وأخيراً: لا تتوقف عن التعليم أبداً

لا تتوقف عن عمليات اصطياد المال وستتعلم مع الوقت طرائق جديدة للحصول عليه والتعامل معه. اقرأ كتب التنمية البشرية التي تتحدث عن المال والثروة، وأنا أرشح لك كتاب المليون الفوري لمارك فيشر، وأغنى رجل في بابل لجورج كلاسون، وكتاب الأب الغني والأب الفقير لروبرت كيوساكي، وابحث في المواقع عن كل ما يمكنه أن يطور قدراتك المالية من كورسات أونلاين وغيرها من الوسائل التي قد تزيد من حصيلتك وزخيرتك من الثقافة المالية، فالمعرفة مثلها مثل الوقت والخيال والإبداع رأس مال مجاني، ومصدر لا ينضب لتمرين عضلاتك المالية؛ فالوصول إلى القمة ليس هو الإنجاز النهائي، إنما الإنجاز الحقيقي هو البقاء على القمة.

إن قواعد البقاء في القمة تساوي الجهد المبذول لمعرفة هذه القواعد، وهو أمر لا يتم إلا بالمعرفة.. الكثير من المعرفة، أما الوصول إلى الحرية المالية فهو أمر مختلف..

ولكن لهذه مقالة أخرى..